هل الإنسان الذي هو غير مكلف، والذي هو مختل الشعور، هل يؤاخذ على تركه للفرائض والنوافل أم لا؟
إذا كان مختل الشعور لا يؤاخذ بشيء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، والمجنون حتى يفيق، والصغير حتى يبلغ)، فالنائم لو تكلم في نومه بالسب والشتم ما يؤاخذ، أو طلق ما يقع طلاق، لعدم العقل، هكذا المجنون والمعتوه غير مضبوط العقل، أو تكلم في حال جنونه في حال حضور الجنون والصرع، كل هذا لا يُلتفت إليه، وهكذا إذا كان معتوها ولو ما فيه جنون، معتوه العقل لكبر سنه؛ أو لأنه خلقة أصابه خلل في عقله لا يحسن التصرف فلا يؤاخذ بشيء ، يعني مرفوع عنه القلم ، وهكذا الصغير قبل أن يبلغ لا يؤاخذ وإنما يؤاخذ بعد البلوغ ، لكن يعلم ويأمر وينهى ويأمر بالصلاة ويأمر بالصيام إن استطاع الصيام وينهى عن الفحش والكلام السيئ ويؤدب على ذلك لكنه لا يؤاخذ في ذلك عند ربي عز وجل وإنما وليه يؤدبه ويعلمه حتى يعتاد على الخير ، وحتى يتبين الشر ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : امروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ، حتى يعتادوا الخير ويتمرنوا عليه ، حتى يبتعدوا عن الشر ، ولما أخذ الحسن والحسين رضي الله عنهما تمرا من الصدقة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : للحسن دعه كخ كخ دعها أما علمت أنها لا تحل لنا الصدقة، وهو صغير، الحسن ابن سبع سنين وأشهر عندما أخذه النبي صلى الله عليه وسلم والحسين أقل من ذلك ، فالحاصل أن تعليم الصبيان الخير وتحذيرهم من الشر أمر مطلوب ولكن لا يجب عليهم لو ماتوا على ذلك. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى...