كَتَبْتُ الشعرَ من وَخْزِ الشُّعَـورِ
فَطـافَ القَلْـبُ بالهَـمِّ الأثِيـرِ |
رَسَمْتُ على جَبينِ الدَّهْرِ جُرْحي
فكانَ الجُرْحُ أكْبَرَ مـن دُهُـورِ |
حَبَسْتُ الرُّوحَ في سِجْنِ المعالـي
فَنَاءَ السجْنُ عَنْ حَمْـلِ الأسِيـرِ |
سألْتُ الشَّادِياتِ لُحُـوُنَ فَـرْحٍ
فَعادَ اللحْـنُ بالنَّـزْفِ الغَزِيـرِ |
أَمَـا للْهَـمِّ بالقلْـبِ انطـراحٌ
لتحْيا الـروحُ فـي أَرَجِ الزُّهُـورِ |
فتَرْقُبُ خُضْرَةَ الغَابـات حِينـا
وتَشْدو السِّحْـرَ للأفـقِِ المَطِيـرِ |
تُعَانِـقُ كُـلَّ مَغْبُـونِ الأمَانـي
وتَسْلو بالصَّغِيـرِ عَـنِ الكَبيـرِ |
تُغازلُ بَسْمَـةَ الحَسْنـاء عُمْـرا
وتَُطْرِيهـا بـإغْـلاءِ المُـهُـورِ |
وتحيا العُمْرَ مِثْلَ النَّـاس كَدْحـاً
وتَخْطِِِِـبُ وُدَّ مَأْفُـونِ الشُّعُـورِ |
تُشَتِّتُهـا رِغَـابٌ سَاحِـقـاتٌ
بأنَّ السَّعْدَ فـي جَمْـعِْ القُشُـورِ |
أيا قلبي الحَبِيـبُ مَتَـى ارْتِيـاحٌ
مَتَى تَشْفَى وتَنْأى عـن سَعِيـري |
مَتَى يَحْلو الهُيامُ بِسِحْـر كَـوْنٍ
مَتـى تَهْنـا بِهَجْعَـاتِ الضَّمِيـرِ |
متى تَرْضَى الحياةَ عَلَـى هَوَاهَـا
وتَألَـفُ ذُلَّهـا مِثْـلَ الكَثـيـرِ |
وتَسْلُو الشَّدْوَ فـي بَهْـوٍ حَزِيـنٍ
وينْأى الطَّيْرُ عَـنْ فَنَـنٍ كَسِيـرِ |
تُغَـرِّدُ والهُمُـومُ كمَـوْجِ بَحْـرٍ
و تَبْسُمُ والخُطُوبُ علـى شَفِيـرِ |
و تلْهـو والبَلايـا مُتْـرَعَـاتٌ
بِـلا عَقْـلٍ كَمَأسُـورِ الخُمُـورِ |
فلا تُبْكِيـكَ دَمْعَـاتُ اليَتَامـى
و لا تَأْسَـى لِمَجْـروحٍ أَسِيـرِ |
و لا تُشْجيكَ أعْـراضُ السَّبايـا
و لا تَدْمَى لِذِي الطَّرْف الحَسِيـرِ |
و تَنْسى أُمَّـةً ضَاعَـتْ خُطاهـا
و قَْد رَضِيَتْ بَحَاضِرِهـا المَرِيـرِ |
تَلَظَّـتْ نارُهـا تُدْنـي رَدَاهَـا
و تَشْعُرُ فـي اللَّظَـى بالزَّمْهَرِيـرِ |
تُقَايِضُ عِزَّها فـي عَيْـشِ يَـوْمٍ
و تَرْضَى بالدَّنِـئِ مِـنَ الأُمُـورِ |
أيا قلبـي أَنَاشِِـدُ نَـوْمَ لَيْلـي
فَيُبْدِلُنـي بِهـمِّـي المُسْتَطِـيـرِ |
أيا قلبـي الْمُعَنَّـى قَـدْ كَفَتْنـي
شَجِيِّاتُ اللُّحُونِ عَلَـى غَدِيـرِي |
عِراق ُ العُرْبِ مَذْبُـوحٌ يُنـادي
وصَوْتُ القُدْسِ يَصْرُخُ مَنْ مُجِيري |
بِغَـزَّةَ للْحِصَـار صَـدَى أَنِيـنٍ
يُزَلْزِلُ قَلْبَ جُلْمُـودِ الصُّخُـورِ |
ومَالُ العُرْبِ كالأنْهَـارِ يَجْـري
لِنَيْلِ رضاً مِـنَ الحَامـي المُغيـرِ |
وحُبـي أمَّتـي إرْهـابُ فِكْـرٍ
فَيُبْـدَلُ بــالأذَلِّ وبالحَقـيـرِ |
نِداءُ العِزِّ مِنْ وَهْـمِ السُّكـارى
خُنُوع الذل عـن عَقـلٍ جَدِيـرِ |
مللتُ العَبَّ مِنْ كـأسِ الرَّزايـا
متـى أُرْوَى مـن المـاء النَّمِيـرِ |
و مَائـي عـزةٌ تَعْلُـو بِقَوْمـي
فَيَزْهُـو الحُـرُّ بالنَّصْـرِ الأثيـرِ |
و يَعْلُو الدِّين ُ فِي كُـلِّ البَرَايـا
يُحِقُ الحقَّ يَمْحُـو كـلَّ جُـورِ |
و نحْيا الخُلْدَ بين النـاسِ صَفـواً
و يَعْرف طفْلُنـا مَعْنَـى الحُبـورِ |