ارتقِ بــكلماتك و لا ترفع صوتك فــالأمطار هي التي تنبت الزهور لا الرعد
صاحب الاسلوب الرائع والكلمه الجميله كل شي منه مقبول حتى العتب ..
صاحب الاسلوب الفج الغليظ كل شي منه مرفوض حتى سلامه ..
الكلمه الجميله والمحفزة,رغم أنها لاتكلفنا مبالغ باهضة الا انها هناك البعض يحاسب كثيرا قبل إخراجها اسلوبك عنوانك
الكلمة لك تملكها فإذا ماخرجت منك ملكتك
الكلام فن وذوق وأدب , كيف لا.. وبه يعلو المقام ويرقى المرء ..,وبه يستطيع أن يجذب من حوله له, فقد قيل يعلو مقام المرء بحسن مقاله
كما أن حسن الكلام يعلو بصاحبه فهناك من الكلام ايضا ما يخفض مقام صاحبه , والرسول عليه السلام حذر من ذلك فقال
( ان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لايلقى لها بالا يرفعه الله به درجات ,
وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لايلقي لها بالا يهوى بها في نار جهنم )
يظن البعض أن فن الكلام موهبة بينما تلعب الفطرة دورا كبيرا فيها ولكن يستطيع الانسان أن يطور نفسه بمراقبته لحديثه وحديث الاخرين بالإضافة الى التمثل بآداب القرآن والهدي النبوي الشريف.
من الناحية الشرعية نعرف أن الانسان محاسب بكل ما يتفوه به لقوله تعالى
( وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) سورة ق
ولذلك يجب أن نتخير من الكلام أفضله لاننا محاسبون
من الناحية الاجتماعية , نجد أن فن الكلام له أكبر الاثر في بناء أجمل وأروع العلاقات ..فحسن اختيار الكلام بمراعاة ظروف الاخرين واحوالهم
ونفسياتهم كفيل بأن يبني ويعمر ويوطن ويؤلف بين القلوب وعلى العكس تماما يسئ بعضنا اختيار كلماته في محادثاته ..فتجر هذه الكلمات الى المشاحنات والبغضاء .
في ديننا مفاهيم راقية كثيرة مغيبة عن واقع حياتنا ومعاملاتنا ، وللأسف كثيرا ما تصدر من الواحد فينا تصرفات خاطئة نتيجة هذا التغييب ولا ننتبه لها
كثيرا ما نجرح مشاعر الآخرين أو يجرح مشاعرنا الآخرون ، ليس عمدا ولكن غيابا للذوق الإسلامي الذي يعلمنا أدبيات التعامل مع الناس ويمنح الإنسان [في وجوده] نفسا شفافة تقدر حالة المستمع قبل أن تخاطبه ، فتخاطبه بما يناسبه لا بما يجرحه.
أصبح جرح الإنسان غاية في السهولة ذلك أننا فقدنا أصول التعامل وفنونه الراقية التي نادى بها الإسلام قبل أن ينادي بها العالم والعلم.
إن الكلمات البسيطة إنما هي كفيلة في التعبير عن شخصية المتحدث وبيئته والوسط الذي يتعايش معه... إنها عنواننا للآخرين. عندما نلتقي بالناس فإن أول ما يبدر منا هو صوتنا ونغماته وأسلوبنا في الحديث..
إن حديثنا انما هو مقياس واضح لوعينا وفهمنا وحسن تربيتنا وطرق إدارتنا للحياة... ويأتي أدب الحديث واحدا من أهم مواصفات المدنية والتطور... فأصبح السلوك الراقي والطريقة المهذبة في التعامل والتداول انما هو عنوان الإنسان عن نفسه وكيف يود أن يراه الناس وكيف يتفاعلون معه!!