ها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله رضي لكم ديناً لم يرضى لكم ديناً سواه رضي لكم الإسلام ( ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) رضي لكم الإسلام وهو الاستسلام لله والإنقياد له ظاهراً وباطناً في العقيدة والقول والعمل ليس الإسلام عقيدة فحسب ولكن الإسلام عقيدة....
عن هذه الفرائض من غير فقر إليهم ولا احتياج وأن القائمين بها أكمل الأجر وأفضل الثواب وعاقب المعرضين عنها والمفرطين فيها بما يستحقون من العذاب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له من غير شك ولا ارتياب وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للعباد أتم الله به النعمة على المؤمنين وأصلح به أحوال الدنيا والدين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين …
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله رضي لكم ديناً لم يرضى لكم ديناً سواه رضي لكم الإسلام ( ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) رضي لكم الإسلام وهو الاستسلام لله والإنقياد له ظاهراً وباطناً في العقيدة والقول والعمل ليس الإسلام عقيدة فحسب ولكن الإسلام عقيدة وقول وعمل إن الإسلام كما لا يكون بالعمل وحده كذلك لا يكون بالعقيدة وحدها قال النبي صلى الله عليه وسلم ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله وايقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام ) يقول صلى الله عليه وسلم بني الإسلام ومعنى ذلك أن هذه الأصول دعائم الإسلام التي لا يمكن أن يقوم إلا بها كما لا يقوم البناء إلا بأساسه أيها الناس من هذا الحديث يتبين لنا أن الصلاة ركن من أركان الإسلام بل هي ركنه الأعظم بعد الشهادتين بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فالإسلام فالصلاة بعد ذلك هي عمود الدين حيث قال صلى الله عليه وسلم ( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ) هذه الصلاة التي فرضها الله على رسوله وعلى أمته ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ) كتاباً أي فريضة موقوتاً موقتاً بوقت لكل صلاة وقتها الذي لا تصح إلا فيه إلا أن يكون هناك عذر الصلاة التي فرضها الله على رسوله مباشرة بدون واسطة فرضها عليه في أعلى مكان يصل إليه بشر وفي أفضل وقت مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضها عليه ليلة المعراج وهو فوق السماوات السبع وفرضها أول ما فرضها على النبي صلى الله عليه وسلم خمسين صلاة في كل يوم وليلة وهذا دليل واضح على محبة الله لها وعنايته بها وأنها جديرة بأن يستوعب المسلم فيها جزءاً كبيراً من وقته لأنها الصلاة بين الله وبين عباده يجد فيها المؤمن راحة نفسه وطمأنينة قلبه ولهذا كانت قرة عين الرسول صلى الله عليه وسلم فرضها الله على عباده خمسين صلاة في كل يوم وليلة ولكنه خفف عنهم برحمته وفضله فكانت خمساً بالفعل وخمسين في الميزان ففي هذه الخمس مصالح الخمسين وثواب الخمسين أفلا تشكرون أيها المسلمون ربكم على هذه النعمة الكبيرة أفلا تشكرونه فتقومون بواجبها تؤدونها في أوقاتها بأركانها وواجباتها وشروطها أيها المسلمون إن الصلاة صلة بينكم وبين ربكم فالمصلي إذا قام في صلاته استقبله الله بوجهه فإذا قرأ الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي وإذا قرأ الرحمن الرحيم قال الله أثنى علي عبدي وإذا قرأ مالك يوم الدين قال الله مجدني عبدي وإذا قرأ إياك نعبد وإياك نستعين قال الله هذا بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قرأ إهدنا السراط المستقيم قال الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل أيها المسلم أتجد صلة أقوى من تلك الصلة يجيبك ربك على قراءتك آية آية وهو فوق عرشه وأنت في أرضه عناية بصلاتك وتحقيقاً لصلاتك ولهذا كانت الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر إذا صلاها الإنسان على الوجه الذي أمر به لأنه أصطبغ بتلك الصلة التي حصلت له مع ربه فقوي إيمانه واستنار قلبه وصلحت أحواله أيها المسلمون إن من حافظ على هذه الصلوات وأداها على الوجه المشهور كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة ولقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصلوات الخمس بنهر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم وليلة خمس مرات فهل يبقى بعد هذا الاغتسال من وسخه شئ كلا فهذه الصلوات الخمس تغسل الذنوب لمن صلى غسلاً فيكون نقياً بها من الذنوب فهي كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر أيها المسلمون إن ما ذكرناه من هذه الفضائل ليس على سبيل الاستيعاب ولكنه قليل من كثير ومن عجب أن يجهل قوم من المسلمين قدر هذه الصلوات قدر هذه الصلوات أو يتجاهلوه ويتغافلوا عنه حتى كانت الصلاة في أعينهم من أزهد الأعمال وأقلها قدرا فهؤلاء لا يقيمون لها وزناً في حساب أعمالهم ولا يبذلون لها وقتاً من ساعات أعمالهم لا بل ربما يسخر بعض منها فيتخذها فيتخذها سخرية وهزواً ولعبا ويسخر من المصلين نسأل الله السلامة فيا عباد الله أي دين لهذا أي دين لشخص يدع الصلاة مع يسر عملها وقلة ما تشغل من وقت وكثرة ثوابها وعظم مصالحها ومنافعها على القلب والبدن والفرد والجماعة والقول والعمل فهي عون للمرء على عمله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أهمه أمر قام إلى الصلاة لأن الله يقول ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) أي دين لشخص يدع الصلاة وهي التي جاء الوعيد في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء الوعيد على من تهاون بها أو تغافل عنها قال الله تعالى ( فخلف من بعدهم خلفا أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا ) وهذه الآية الكريمة ظاهرة في أن من أضاع الصلاة واتبع الشهوات فليس بمؤمن لأن الله يقول ( إلا من تاب وآمن ) وقال جل ذكره ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من لم يحافظ على هذه الصلوات فليست له فليس له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة ويحشر مع أئمة الكفر مع فرعون وهامان وقارون وأبي ابن خلف أي دين لشخص يدع الصلاة وهو يؤمن بهذا الوعيد على من ضيعها وغفل عنها كيف يمكن لشخص أن يقول أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وهو لا يقيم الصلاة إن بعض الناس يتعلم ويقول أنا مسلم أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فنقول له إن هذا لا يفديك عند الله حتى تستسلم لله وتنقاد لشريعته فإن الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الأعمال فترك الصلاة ردة عن الإسلام وكفر بالله والردة عن الإسلام لها أحكام في الدنيا وأحكام في الآخرة أما أحكام الدنيا فإن المرتد ينفسخ نكاحه من زوجته وتحل لغيره ويكون استمتاعه بها استمتاع بامرأة أجنبية منه ولا تحل ذبيحته ولا صيده ولا يكون ولياً على أحداً من أبناءه أو بناته فلو زوج أحداً من بناته وهو لا يصلي فالنكاح غير صحيح والمرتد لا يقر على ردته بل يجب قتله إذا استمر عليها ولا يغسل لأنه لا يطهره الماء وهو فاجر ولا يصلى عليه ولا يستغفر له ولا يدعى له بالرحمة ولا يدفن مع المسلمين ولا يورث بل يكون ماله في بيت المال أما أحكام الآخرة فإن من مات على الردة من مات وهو لا يصلي فإنه يحرم يحرم دخول الجنة ويدخل النار خالداً فيها أبدا وإنه لا يجوز لأحد منكم إذا مات له أحد لا يصلي لا يجوز له أن يقدمه إلى المسلمون ليصلوا عليه وإنما الواجب عليه أن يخرج به بعيداً ثم يحفر له حفرة يغمسه فيها لأن كفر المرتد عن الإسلام أشد من كفر اليهودي والنصارى والعياذ بالله فاتقوا الله عباد الله وحافظوا على صلواتكم فماذا يبقى من دينكم إذا ضيعتموها عن آخر ما تفقدون من دينكم الصلاة قال الإمام أحمد رحمه الله كل شئ ذهب آخره لم يبقى منه شئ اللهم اجعلنا مقيمي الصلاة اللهم اجعلنا مقيمي الصلاة ومن علينا بالتوفيق لما تحبه وترضى اللهم نجنا من عذاب النار اللهم اجعلنا من المتقين الأبرار اللهم اغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين إنك أنت التواب الغفار…
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسان وسلم تسليما …
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى وحافظوا على الصلوات فإن الله يقول ( إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جذوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم والذين يصدقون بيوم الدين والذين هم من عذاب ربهم مشفقون إن عذاب ربهم غير مأمون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم لشهاداتهم قائمون والذين هم على صلاتهم يحافظون أولئك في جنات مكرمون) بدأ الأعمال بالصلاة وختمها بالصلاة كما قال تعالى في سورة المؤمنون ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ) إلى قوله ( والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) أيها المؤمنون بالله ورسوله أقيموا الصلاة حافظوا عليها في أوقاتها أدبوا أولادكم عليها أمركم النبي صلى الله عليه وسلم أن تأمروهم بها لسبع وأن تضربوهم عليها لعشر فمن منكم رأى هذه الأمانة التي حمله إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر الناس عن هذا غافلون لكنهم إلى أموالهم وحطام الدنيا منتبهون يسهرون الليل والنهار لتنمية هذا المال ثم يدعونه لمن يرثه من بعهدهم وهم غافلون عن أولادهم الذين يكونون قرة عين لهم في الدنيا والآخرة إذا صلح قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا مات العبد إنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به من بعده أو ولد صالح يدعو له ) أفلا تخافون أيها المسلمون من هذه المسؤولية أفلا تخافون أن يكون عقابكم على ترك تربية أولادكم أن يكونوا من العاقين لكم جزاءً وفاقا إن من لا يراعي حق الله في تربية أولاده يوشك أن لا يراعوا حق الله فيه إذا كبر ومات فعليكم أيها المسلمون أن تربوا أولادكم ما داموا نشئاً يتقبلون على محبة الصلاة ومحبة الحضور إلى المساجد ولا يجوز لأحد رأى إنساناً صغيراً أن يخرجه من المسجد إلا أن يكون في ذلك أذية للمسجد أو للمصلين فيه ولا يجوز لأحد أن يؤخر صبياً من الصف فيخرجه من المسجد أو يؤخره إلى الصف الثاني لأن من تقدم إلى مكان في المسجد فهو أحق به من غيره وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ليلي منكم أولو الأحلام والنهى ) فهو حسب للرجال البالغين العاقلين أن يتقدموا إلى المكان حتى يكونوا هم الذين يلون الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا لم يكن هذا معنى الحديث صار معارضاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو أحق به ) فعلى هذا يكون إذا سبق الأولاد إلى الأماكن الفاضلة كانوا أحق بها ولا يحل لأحد أن يؤخرهم إذا كان يريد التقدم فليدع العند وليتقدم إلى المسجد أما إذا وجد صغيراً فأخره فإن هذا يوجب أن ينفر الصغير إلى المساجد وأن يكره الإنسان هذا الرجل الذي أزاحه عن مكانه بل وأن يكره الصلاة كلها فيكون هو المتسبب له في هذا الأمر واعلموا أيها المؤمنون أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار واعلموا بأن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطناً اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضا عن خلفائه الراشدين وعن أولاده وزوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضا عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم برحمتك أصلح للمسلمين ولاتهم اللهم أصلح للمسلمين ولاتهم اللهم أصلح للمسلمين ولاتهم يا رب العالمين اللهم أصلح لنا ولاة أمورنا ورعيتنا يا ذا الجلال والإكرام اللهم أصلح لولاة أمور المسلمين بطانتهم اللهم هئ لهم بطانة صالحة تدعوهم إلى الخير وترغبهم فيه وأبعد عنهم كل بطانة سوء يا رب العالمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم اللهم أسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانتين اللهم أسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانتين اللهم أسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانتين اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم برحمتك نستعين فلا تذلنا إلى أنفسنا ولا إلى أحد غيرك طرفة عين وأصلح لنا شؤوننا كلها يا رب العالمين اللهم أنت الغني ونحن الفقراء اللهم أنت الغني ونحن الفقراء اللهم أنت الغني ونحن الفقراء اللهم ثني علينا وأنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانتين اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا غيثاً تحي به البلاد وترحم به العباد وتجعله بلاغًاً للحاضر والباد اللهم إنه لا يجيب دعوة المضطرين إلا أنت أنت ملاجنا وملاذنا أنت مولانا فنعم المولى ونعم النصير لك ملك السماوات والأرض إذا أردت شيئاً فإنما تقول له كن فيكون نحن نؤمن بذلك ونشهد به فنسألك اللهم بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والإكرام يا من لان يا بديع السماوات والأرض يا حي يا قيوم نسألك اللهم أن تغيث قلوبنا بالعلم والإيمان وأن تغيث بلادنا بالمطر المبارك النافع يا رب العالمين ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معادنا وأصلح لنا أخرتنا التي إليها معادنا وأجعل ال حياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين…