الخاشعين
والخاشعات
قال جل شأنه في الثناء علي أيوب عليه
السلام
( إنا
وجدناه صابرا , نعم العبد إنه أواب ) ولا إيمان لمن لا صبر له , قال صلي الله عليه
وآله وسلم
:( الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ) , والصبر في كل
شئ طريق كماله وإتقانه
( في
الطاعة , في الصناعة , في الزراعة , .... ألخ
)
فصلاة الصابر ليست كصلاة المستعجل , وصناعة الصابر
ليست كصناعة غيره , كذلككل عمل لا يكمل إلا مع الصبر , والصبر علي المكاره
يخفف من وطئتها وشدتها
( يأيها الذين آمنوا اصبروا )
علي مشاق ماافترض عليكم وأدوه علي أكمل الوجوه .( واتقوا الله
) في كل أحوالكم وخافوا عقابه واخشوا عذابه ( لعلكم تفلحون )
لكي تفلحوا وتنجحوا وتفوزوا بالسعادة في الدنيا والآخرة ,
وإذا تمت هذهالمراتب للعبد لزمه الخشوع والخوف من ربه , والاشفاق من خشيته
وهي التيذكرها الله تعالي بقوله :( والخاشعين
والخاشعات )
والخشوع هو السكون والطمأنينة
والتؤدة والوقار والتواضع , والحامل عليهالخوف من الله تعالي واستحضار هيبته
, وتصور عظمته , ومراقبته في السروالعلن
.قال صلي الله عليه وآله وسلم
:
(أعبد الله كأنك تراه , فان لم تكن تراه فانه يراك
)وإذا حصل العبد علي مرتبة الخشوع زال عنه الكبر والغطرسة والظلم
والقسوةوالقهر والغلبة والنصب والنهب والسلب وتحلي بالتواضع والحلم
والعدلوالاحسان والوثوق بالله والرضا بقضائه وقدره وعاش راضيا
مرضياوكان أبو بكر رضي الله عنه إذا مدحه مادح وأثني
عليه
,
قال:
اللهم أنت أعلم بي من نفسي , وأنا أعلم بنفسي منهم
, اللهم اجعلني خيرامما يحسبون , واغفر لي
مالا يعلمون , ولا تؤاخذني بما يقولون وليس
معنيالخشوع إظهار الكسل والمشي بين عباد الله كالميت , وإنما معناه إشعار
القلبوخشية الله تعالي في كل وقت وحال .
وروي
أنه صلي الله عليه وآله وسلم قال :لا تكونوا عيابين , ولا تكونوا
لعانين , ولا متمادحين ولا متماوتين : أي مظهرين صورة الموت بالضعف والنحافة , أو
بالقول والفعل.
وروي أن عمر رضي الله عنه نظر إلي
رجل مظهر للنسك متماوت , فخفقه بالدرة , وقال
:لا تمت علينا
ديننا أماتك الله
اللهم اجعلنا من الخاشعين
مع خالص تحياتى
،