نسمع بالمصالح المرسلة، هل في الدين توجد هذه المصالح؟ وما حكم من يقولون: إنها لا توجد؟ بل يسيئون إلى من يقول هذه المصلحة، ويتهمونه بأنه تلاعب بالدين وتنازل عنه، بل إن بعضهم يسميها باسم مشوه، أرجو أن تتفضلوا بالتوجيه، جزاكم الله خيراً
المصالح المرسلة هي التي يظهر من قواعد الشرع أنه يقروها ويدعوا إليها، لما فيه من نفع للمسلمين، ولكن ليس فيها نص واضح يدل عليها فإذا وجد ما ينفع المسلمين ويعينهم على خير ويدفع عنهم شر، وليس في النصوص ما يمنع ذلك، بل القواعد الشرعية تقتضي ذلك، يقال له: مصلحة مرسلة، تتقيد بالحاجة إليها حسب ما يراه أهل العلم، وولاة الأمر، في نفع المسلمين وجلب الخير إليهم، ودفع الشر عنهم، بطريقة لا تخالف النصوص، لكنها تأمن للمسلمين شيئاً ينفعهم، وتدفع عنهم ما يضرهم من دون أن يخل فاعلها بنص من كتاب الله، أو نص من سنة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أو مخالفة لقاعدة شرعية دل عليها كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-، فالحاصل أن هذا المصالح المرسلة هي التي يتحراها ولاة الأمور من العلماء والأمراء لنفع المسلمين عند عدم وجود نص في ذلك يمنع منها، ولكنها تشهد لها قواعد الشرع بملاحظتها والانتفاع بها، والاستفادة منها فيما ينفع المسلمين، لأن الشرع جاء لتحصيل المصالح وتكميلها، ودرء المفاسد وتقليها.