إذا كان أحد يعتقد أن دعم إيران لحلفائها المتطرفين في الخارج ، بما في ذلك حزب الله في لبنان وحماس في غزة أو دعمها للنظام السوري هو بدافع الحماسة الأيديولوجية فقط، كما قد يجادل البعض ، فعليه التفكير مرة أخرى . فإيران تحركها الرغبة في اختراق العالم العربي لزيادة الهيبة الإيرانية وقوتها الناعمة في المنطقة. سوريا تشكل عمقا استراتيجيا في المشرق تماما مثل ح|~ هده الكلمة غير مسموح بها في المنتدى~|الله اللبناني مما يسمح لإيران بممارسة الضغط على العالم للاعتراف بها كقوة إقليمية ولاعب مهم في المنطقة .
هذه الأجندة تقف وراء الأشكال المختلفة للتدخل الإيراني في المنطقة . من أجل تحقيقها ، لا تتردد إيران في خلق وتسعير الصراعات. أداتها نفسها ألا وهي استخدام الانتماء الديني.فكما استخدمته إيران في أفغانستان تفعل الشيء نفسه في العالم العربي . وتواجه العديد من دول الخليج العربي التهديدات الطائفية التي تخشى أن تستغلها إيران بنشاط. فالكويت والبحرين و المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة ، واليمن لديها أقليات كبيرة من الطائفة الشيعية ، البحرين طبعا لديها أغلبية شيعية . هذا الجو خلق توترا في منطقة الخليج و مخاوف حقيقية حيال التدخل الإيراني.
من ناحية أخرى ، كان استخدام الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وسيلة لتبرير الحشود العسكرية الإيرانية والبرامج النووية ، وتعاظم دور إيران في لبنان وسوريا.
ونتيجة لذلك نشهد انقسامات عميقة بين الشيعة والسنة و تزايد الحس الطائفي بين الشعوب العربية . إذ يعتبر الدور المتنامي الإيراني ، وتواجدها في كل صراع عربي هجوما ضد السنة ، الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الاستقطاب والكراهية.
ولكن ربما الأكثر إثارة للقلق هو الدعم الإيراني للنظام السوري ، بطبيعة الحال الدعم الروسي ليس أقل تأثيرا، الذي يسمح لهذا النظام بالبقاء والاستمرار في قتل الشعب السوري .