لا يخفى على أحد .. أننا في عصر نحتاج فيه إلى رواد التغير .. إلى شباب ذو همة عالية .. أقدامهم في الثرى ويصلون بالهمة إلى الثُريا,,
ومما يُثلج الصدر .. أن هذه الأمة مرحومة .. الخير فيها حتى تقوم الساعة .. فتجد عدداً لا يُستهان به .. يُقبل بهمته ليحمل الراية ويقصد الغاية .. وغايته أكبر من كل غاية .. فوسائله يظنها الشخص العادي غاية .. بينما هي مُجرد وسيلة .. والغاية أسمى من السماء .. فهو يعمل لله ولا ينتظر الجزاء إلا منه .. ولا يُشغل باله بالنتائج .. فهو مؤمن بأن عليه الجهد والعمل والله لا يضيع أجر العاملين ,,
رواد التغير .. أصحاب مبادئ وقيم .. يعملون ويجتهدون ولا ينتظرون التصفير والتصفيق .. فهي قد تُلهيهم عن السير في الطريق الصحيح .. وهُم أكبر من العمل لأجل أنفسهم أو لأجل الشُهرة,,
رواد التغير .. قوتهم ليست في العدد .. بل في إيمانهم .. في عقلياتهم .. في جهودهم .. في إنجازاتهم .. في غايتهم,,
أيها القارئ الكريم .. لا تنبهر من مواصفات الرواد .. ولا تعتقد أنهم أبطال أفلام خيال .. بل هم موجودون هنا وهناك .. في القريب والبعيد .. ولكنهم منشغلون بالعمل من أجل التغير إلى الأفضل في كُل المجالات ( تعليم, قيادة, توعية, إصلاح, إدارة, وغيره ) .. يعملون بصمت ودقة .. فهم يعملون بجُهد وتركيز عالي,,
وديدنهم .. إجعل همتك أعلى من قمتك .. ودع الهمة تنادي القمة وتقول .. هل من مزيد !
ولكن في الجهة المُعاكسة .. هناك عُشاق التحطيم .. الذين ما خلة منهم أرض ولا أمة .. متواجدين كتواجد التراب .. هنا وهناك .. يحبون الكسل .. ويكرهون الأمل .. ولا يحاولون العمل .. غايتهم دنيئة .. ووسائلهم قذرة .. وأنفسهم رخيصة ,,
عُشاق التحطيم .. تعلوا أصواتهم عند كل مُصيبة .. وتنخفض عند كل إنجاز .. يتناولوا من الأمور ما يخدم هواهم ويتغافلوا عن ما لا يوافق هواهم .. فهُم أصحاب هوى .. وقد قالوا .. لو رأيت الهوى في أمة حكما .. فأحكم بأن العقل قد ذهبا,,
عشاق التحطيم.. يشغلون أنفسهم بكل ما هو ضار .. يُكثرون الضجيج .. أعمالهم لا تحتاج إلى جُهد ولا تركيز ولا دقة .. فهي مُجرد تحطيم ,,
ولك أن تتخيل رجُل يبني بيتاً صغير مدى دقته في العمل والتركيز, وهو يحمل القطع ويضعها بجانب بعض بدقة وحرص ( حال الرواد ),,
ولك أن تتخيل رجُل يهدم بيتاً صغير فتجد في يده أداة تكسير ويضرب يسار ويمين من غير دقة ولا حرص, مُجرد عشوائية وضجيج ( حال عُشاق التحطيم ) ,,
هُم كذلك !
الرواد, هم في تفاؤل وعمل, ينظرون إلى كُل العقبات بأنها تواجدت لكي تتحطم بأيديهم, ولتنشطهم في العمل والإخلاص, وتحفزهم للعطاء والعطاء,,
أما عُشاق التحطيم, هم في تشاؤم وكسل وصياح, يصنعون العقبات بأيديهم, ويضعونها أمامهم وأمام إخوانهم, ليعيش الجميع مثلهم في خمول ورجوع ,,
رواد التغير .. يحسنون الظن في الجميع .. يحبون الخير للجميع .. يسعون للأخذ بيد عُشاق التحطيم والمُتحطمين .. ليخوضوا في الميدان الطيب .. ليكونوا مُنتجين .. ليكونوا بخير ويصنعوا الخير,,
ويرددوا على مَسمع الجميع .. مرحباً بكم لا حسد .. فالميدان يسع الجميع,,
عُشاق التحطيم .. يسيئون الظن في الجميع .. يحبون الشر للجميع .. يسعون للأخذ بيد المتحطمين .. ليكونوا مُنتهين .. ويتمنوا أن يأخذوا بيد الرواد ليكونوا مثلهم .. فيحققوا ما يتمنوه من شر,,
رواد التغير .. يتعاملون مع المشاكل .. على أنهم جزء منها .. فهم ليسوا جُبناء .. بل يعترفوا بالخطاء .. ولا يكابروا .. ولا يعترفوا بالتفكير السلبي وإلقاء اللوم على المُجتمع أو الجِهات .. ويضعوا خُطط التعديل .. ويعملوا عليها,,
عُشاق التحطيم .. يتعاملون مع المشاكل .. أنها من صُنع الأخرين .. وهم أبرياء من هذا .. يعشقوا التفكير السلبي .. وشماعتهم في أيديهم أينما ذهبوا .. فالمُجتمع لديهم شماعة .. والجهة المُعينة شماعة .. وكل ما يدور حولهم شماعة .. يلوموا الجميع ولا يلوموا أنفسهم في شيء .. لا يضعوا الخُطط ولا يسقوا لزَرع ,,
ولو تفكرت لماذا يقوم عُشاق التحطيم بهذا بعكس رواد التغير .. وأي مُتعة يجدونها ؟
فهو ليس إلا حَسد .. ومفاهيم خاطئة ترسبت في عقولهم الخفيفة .. أصابتهم العدوى من العدو .. حتى صاروا سلاحاً فتاكاً يتحرك بيد العدو .. فيكرهوا الرواد حق الكُره .. لأنهم يحملوا كل ما هو ضدهم .. ولأن الرواد يضيئون العالم بنور الحق .. وعشاق التحطيم يريدون أن يطفئوا أنوارهم لكي تبقى إضاءتهم الوهمية ذات فعالية .. ولأن الرواد في إصلاحهم يظهروا عيوبهم .. فهم يريدوا أن يتخفوا ولو بجلد خنزير ( من أفكار سلبية رجعية ),,
وحال الرواد و عُشاق التحطيم والأمة .. كحبل يمسك به الرواد من ناحية وعُشاق التحطيم من ناحية .. والرواد يقفون في قمة جميلة بها الخير الكثير .. وعُشاق التحطيم يجلسون في مُنخفض به النفايات والشر العجيب .. وكلٌ منهم يسحب بقوته .. ولكن الرواد مصدر قوتهم الله والأمل وحُب الأخوان .. وعُشاق التحطيم مصدر قوتهم الشيطان واليأس وكُره الأخوان .. شتان بين الإثنين,,
ولكن فليعلموا عُشاق التحطيم .. بأن قوة رجُل واحد من الرواد تُعادل ألف رجُل من عشاق التحطيم ,,
قال تعالى: (( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ))
وما يقوموا به عُشاق التحطيم .. ليس إلا عُطاس لن يصيب الرواد بزُكام .. ولو عطسوا جميعاً عطست رجُلٍ واحد ,,
ويبقى الرواد في إيمان وأمل وعمل وصبر .. والله لا يُضيع أجر العاملين ,,
" كونوا رواد "