قد يجتمع بعض الناس مع الجن، قد يكون له اختلاط بهم، وخدمة لهم في عبادتهم من دون الله، أو الذبح لهم، أو النذر لهم فيخدمونه، فالمقصود أنه قد يجتمع بالجن، والجن ثقل عظيم خلقهم الله للعبادة قال تعالى: (مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (56) سورة الذاريات . فهم مأمورون بعبادة الله وطاعته كما أن الإنسان مأمور بذلك، وبعض الناس قد يخدمهم ويعبدهم من دون الله؛ ليقضون له بعض الحوائج، فيكون قد أشرك بالله وعبد معه سواه سبحانه وتعالى، قد يتراءون لبعض الناس في بيته، أو في السفر، أو في أي مكان، يبرزون للناس ولكن في الغالب أنهم يروننا ولا نراهم، كما قال -جل وعلا-: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ) (27) سورة الأعراف. وطاعتهم في المعاصي مثل طاعة الإنس محرمة لا تجوز طاعتهم في المعاصي، وعبادتهم شرك بالله -عز وجل-، فإذا طلبوا من الإنسي أن يظلم أحد، أو أن يأخذ مال أحد، يعطيهم مال أحد هذا من الظلم، وإذا تقرب إليهم بذلك بالمال، أو بالذبح، أو بالدعاء صار شركاً أكبر نسأل الله العافية. وكان أهل الجاهلية يستعينون بالجن إذا نزلوا الأودية خافوا منهم قالوا نعوذ بـعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه فأنكر الله عليهم ذلك في قوله سبحانه: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) (6) سورة الجن، في سورة: قل أوحي. يقول سبحانه: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا)، فلا يجوز الاستعاذة بالجن، ولا دعاؤهم، ولا الاستغاثة بهم، ولا الذبح لهم، ولا النذر لهم، كل هذا من الشرك بالله، أما كونهم قد يسمعوا أصواتهم، أو قد يجمعوا بهم، أو قد يخدمهم هذا يقع لبعض الناس، قد يقع لعباد القبور، عباد الشياطين، قد يجتمعون بهم ويخدمونهم، كل طائفة تخدم الأخرى. نسأل الله السلامة. إذاً لهم تأثير على المؤمن كما يسأل أخونا؟ نعم، قد يلتحق الجني بالإنسي يصرعه، يدخل فيه يجتمع عليه، يكون مجنوناً بسبب ذلك، ويؤذيه بذلك ويكون ظالماً له، وهذا موجود كثيراً مثل ما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)، فقد يكون يدخل فيه يلتبس به حتى يتكلم على لسانه، قد يكون رجل، قد يكون امرأة قد يكون مسلم قد يكون كافر، فالمسلم يكون ظالماً متعدياً، والكافر معروف ظلمه وشره، وينبغي علاجه وتذكيره بالله وتحذيره من الظلم، فالمسلم قد يخرج بسهولة يخاف الله إذا ذكر، ويخرج وبعض المسلمين من الجن قد يكون فيه ظلم، وشر كثير لا يخرج إلا بتعب، والكافر كذلك قد لا يخرج؛ لظلمه وكفره، ولكن مع القراءة قراءة القرآن، والتعوذات الشرعية يخرج بإذن الله في الغالب.