بسم الله الرحمن الرحيم
فالجار له حق عظيم,ومكانة عالية, وقد بين الله في محكم تنزيله عظم حق الجار,وكذلك النبي-صلى الله عليه وسلم-:
قال-تعالى-(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب))
وقال-عليه الصلاة والسلام-(مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه))
ومع عظم تلك المكانة للجار في الاسلام-الا أن هناك تفريطا كبيرا يقع في الجانب؛ذلك أن كثيرا من الناس لا يراعي حق الجار,ولا يقدره قدره,بل يسيء اليه, ويؤديه بأنواع من الأذى.
فمن الناس من لا يعرف جاره الملاصق لبابه ,وربما دامت الجيرة سنوات عديدة وهم لم يتعارفوا.
ومن الناس من يضايق جيرانه بالقائه الزبل أمام أبوابهم,أو بايقاف سيارته بمحاذاة باب جيران مما يشق معه دخولهم الى المنزل وخروجهم منه.
من الناس من يريق الماء الكثير أمام بيت الجيران.
ومنهم يؤذيهم بالروائح الكريهة,والمياه النجسة التى تنبعث من المجاري.
ومع ذلك لا يحاول اصلاحها ولاتعاهدها.
ومنهم من يؤذي جيرانه بالجلبة, ورفع الاصوات,وازعاجهم وقت الراحة.
ومنهم من يقوم أبناؤه باثارة المشكلات مع الجيران.
ومع ذلك لايكف أذاهم عن الجيران, بل ربما دافع عنهم.
وأقبح ما في ذلك تتبع عورات الجار والنظر الى محارمه عبر سطح المنزل, أو عبر النوافذ المطلة عليه.
فذلك العمل يعد من أقبح الخصال وأسوئها, والعرب كانت تأنف هذه الخصلة,وتفاخر بمحاماتها عن الجار ورعايتها لحقه.
قال مسكين الدارمي:
ناري ونارُ الجار واحدةُ واليه قبلي تنزل القدرُ
ما ضرّ جار لي أجاورهُ ألا يكون لبيته ســـــترُ
بل ان أهل الجاهلية يترفعون عن النظر الى المحارم الجيران, ويرون ذلك الترفع من المحامد التى يفاخرون بها.
قال عنترة:
وأغضُ طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواريَ جارتي مأواها
هذا والحمدلله