أيها المفتون بلمحة البرق تمهل فإنها لثـواني ..
فتلك لهفة تفقد الوقار وتعيب في الرجل التسامي ..
وصاحب المقدار شأناَ يتقي الصغائر بثقل التأنـي ..
ولا يميل شغفاَ متلفهاَ يلتقط السواقط تحت الأقدام ..
والقادم مـن جنـة الملوك لا تعجبه ثمار الأقزام ..
فتـلك ثمار لأهلها من الناس وقد تليق بالأغنام ..
هنالك حيث الوفرة في ساحة اخضرار لأهلها الكرام ..
وهنالك حيث الندرة في خانة الأصفار لأهلها اللئـام ..
من تعـود النعمة في أرض الكرام يتقي اللوم بالإكرام ..
ومن تعود الرفقة في أرض اللئام يموت عطشاَ بالصيام ..
وذلك المفطوم بنـدرة الجـود دائماَ يحـلم بالطعام ..
والمفطوم بعزة الشهد حلمه غير الشهـد في المنام ..
فالإرث للبعض جاه وفيض ومال ومقدار من الأنعام ..
والإرث للبعض ذلك الاسم ثم الركض خلف الأوهـام ..
رنين الذهب حلم الفقراء والمساكين وليس حلم أغنياء الأنام ..
وتلك سنة الكون في الخلق مترف في العز ومعدم في الخيام .
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )