موضوعي منقول من موقع اسلام ويب للاستفادة منه
السلام عليكم
أرجو الرد بسرعة؛ لأنني في حيرة شديدة من أمري.
منذ زمن أدمنت العادة السرية، ولم أكن على علم بها، لكن كان هناك شعور داخلي بأني لا أفعل الصواب، فكنت أعاهد ربي على عدم الرجوع وأتوب له، لكني كنت للأسف أعود مرارا وتكرارا إلى أن عرفت أنها شيء محرم، فابتعدت عنها، لكن النفس الأمارة بالسوء وضعف الطبيعة البشرية جعلتني أعود لها، ولكن على فترات متباعدة جدا.
في كل مرة كنت أتوب فيها أذكر العهود التي عاهدت الله فيها بأن لا أعود، وأشعر أن ذنوبي قد بلغت عنان السماء، وأني تجرأت على رب هو قادر أن يخسف بي بطرفة عين {إن تعذبهم فإنهم عبادك} ليس هذا فحسب، بل أيضا أبارزه بكثرة العهد بيني وبينه وإبطال التوبة، بات شعور من الأسى يرافقني، ليس شكا بأن الله سيغفر لي، بل لعظم ما أفعل، فأنا أشعر أني منافقة يراني الناس بصورة حسنة، ولا يدرون أي شيطان متمثل خلف هذا القناع.
في آخر مرة عاهدت الله أن لا أعود، وتبت توبة أسأل ربي أن تكون نصوحا، وأسأله أن يثبتني ويقويني على نفسي وشيطاني، والله وحده أعلم كم هاجس الذنب يؤرقني، ويفت في عضدي، ويضنك لي عيشي، لكني أسأل ربي أن يغفر لي ويسامحني.
بدأت بحفظ القرآن الكريم منذ زمن، وبفضل الله أتممت المرور على كل سورة، إذ لم يحدث أن هناك سورة لم أحفظها بيوم من الأيام، لكني لا أستطيع أن أسمي نفسي حافظة، فقد نسيت كثيرا منها، وكل ما أبدأ بخطة مراجعة وتثبيت حفظي، أشعر أن الأمور تتعرقل، فأخاف كثيرا من كدر ذاك الذنب، وأن الله قد حرمني من حمل كتابه، إذ أني لا أستحقه بسبب شهوة تسيطر عليّ.
وغير ذلك الخوف العظيم من الذنب، وتكرار العودة، والشعور بالطرد من جميع خيرات الله، بات شعور بالقلق يساورني، فأنا أحفظ حديث رسول الله صل الله عليه وسلم: (من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه)، وبات هذا يشكل قلقا كبيرا لي، فها أنا قد بدأت في سن الـ24 ، ولم يتقدم أحد لخطبتي، رغم أني أدعو الله أن يرزقني الزوج الصالح تقربا إليه، ولأقوم بدور خلافتي في الأرض، وكأي أنثى أريد كل تفصيلات الحب بالحلال، وبما يرضي الله، وأيضا كبح جماح الشهوة بالحلال، وأن يكون لي ذرية صالحة أربيها كما يحب الله، ولكن يبقى الأمر يحز بخاطري إذ أني أفكر هل يا ترى سأحرم من لذة الحلال إذ أني استعجلت عليها بالحرام؟
هل سيحرمني الله من الزواج إذ تجرأت بالمعصية، واستشعرت اللذة بطريقة لا يرضاها الله، فكنت من المعتدين، رغم أن الله يعلم أني لا أحاول فعل أي شيء "كمخاطبة الرجال أو التعامل معهم بشكل ملفت" لاستجلاب رجل يحبني أو ما شابه! فأنا أخاف الله رغم أني كنت أعمل ذلك الذنب العظيم.
آسفة على الاطالة، لكن يشهد الله أن الموضوع قد سيطر على تفكيري ومنعني من الدراسة، وأنا الآن قريبة جدا من الامتحانات المصيرية أخشى من غضب الله من عقوبته وانتقامه، ولا أستطيع البوح لأحد من أهلي أو صديقاتي بهذا السر الدفين إذ أشعر نفسي بالنسبة لهم ما أنا إلا شيطانة أفعل مالا يفعله أحد!
أرجوكم أفتوني في أمري أشعر أن حياتي في تدهور، شعور القلق والشك والخوف أصبح أقرب لدي من الاكتئاب.
أسأل الله أن يثبتنا ويلهمنا إلى طريق الرشد، والله ولي التوفيق.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بدر الدجى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يتقبل توبتك، وأن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك طبيبة مسلمة متميزة ترفعين راية الإسلام، وتدفعين العنت والمشقة عن المسلمات في بلدك وفي غيره من بلاد المسلمين.
بخصوص ما ورد برسالتك - ابنتي الكريمة الفاضلة – فإنه لا يخفى عليك بما أنك قارئة للقرآن الكريم وأنك قد مررت على سوره أن الله جل جلاله صوّر لنا كيد الشيطان أروع تصوير وأوضح تصوير وأجل تصوير، بدءً من قضيته مع أبيك آدم الأول – عليه السلام – في الجنة، مرورًا بالإنسانية إلى يوم القيامة، فالشيطان عدو الإنسان الأول، يحرص على أن يشن حربه على المسلم خاصة على جبهتين: على قلبه – وهي الجبهة الداخلية – وعلى جوارحه – وهي الجبهة الخارجية – يحرص على أن يُفسد الإنسان بكل صور من الصور، ويستخدم جميع الأسلحة القذرة وغيرها ليُضل الناس عن سبيل الله تعالى، وهذا مصداقا لقوله تعالى: {فبعزتك لأغوينهم أجمعين} وأيضًا قوله: {ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم} إلى غير ذلك، وكذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يحضر الشيطان أحدكم عند كل شأن من شؤونه)، وقوله - عليه الصلاة والسلام -: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه كلها).
الشيطان حريص كل الحرص (حقيقة) على ألا يعطي الإنسان فرصة أن يكون عبدًا صالحًا، ولذلك بدأ بالحرب عليك أولاً بالحرب الخارجية، إذ أنه زين لك المعصية، ووقعت فيما وقعت فيه من الذنوب والآثام، واستمرت علاقتك مع المعصية إلى فترة طويلة من الزمن، ثم لمَّا شاء الله تبارك وتعالى أن يُكرمك بالتوبة؛ لأنه يحبك؛ ولأنه يريد لك الخير جل جلاله وتقدست أسماؤه، بدأت في التوبة، وها أنت الآن بفضل الله تعالى عاهدت الله تبارك وتعالى على ألا تعودي للمعصية مرة أخرى، بدأ الشيطان في فتح معركة جديدة بالنسبة لك، ألا وهي معركة الداخل، معركة القلب، بدأ يبين لك أنك لا يمكن أن تُقبل توبتك، وأنك لا يمكن أن تتزوجي بسبب هذه المعاصي، وأنك لا يمكن حتى أن تنجحي أيضًا، وبدأ يشن حملة قذرة على قلبك بما أنك قد استطعت أن تنتصري عليه في الجبهة الأولى، بدأ يستعمل معك سلاح الجبهة الثانية.
ولذلك عليك كما انتصرت في المعركة الأولى أن تعلمي أن الذي نصرك في الجبهة الأولى قادر على أن ينصرك في الجبهة الثانية، ثقي وتأكدي أن الله جل جلاله إذا لم يكن يُحبك ما يسر لك أمر التوبة، وكما لا يخفى عليك قوله جل وعلا: {إن الله يُحب التوابين ويحب المتطهرين} والنبي - صلى الله عليه وسلم – أخبرنا أن الله يفرح فرحًا عظيمًا بتوبة العبد إذا رجع إليه، وضرب على ذلك أمثلة، أعتقد أنها لا تخفى عليك من مدى فرح الله تبارك وتعالى برجوع عبده إليه.
اعلمي - ابنتي الكريمة الفاضلة – أنك بما أنك انتصرت على الشيطان في المعركة الأولى، وهي معركة الظاهر والوقوع في الحرام الذي أشرت إليه، فإنه بدأ يستعمل معك سلاحًا آخر، وهو سلاح القلب، بأن يُشعرك بأنه لا يمكن لمثلك أن تكون صالحة، وأنك شيطانة في صورة إنسان، وأن ثقة الناس فيك في غير محلها، وأنك لن تري خيرًا، كل ذلك وارد ومتوقع من شيطان رجيم عدوٌ لعين للإنسان، بيّن الله صور ذلك.
لذلك الذي أتمناه أن تنتصري عليه كما انتصرت في المرحلة الأولى، وذلك بأن تعلمي أن الله تبارك وتعالى يُحبك، وأن من علامات محبته أنه أعانك على التوبة، فاثبتي عليها، وقاومي كل رغبة في العودة مرة أخرى إليها، وابدئي في مشروع حفظ القرآن الكريم مرة أخرى، واجتهدي في ذلك، وحاولي أن تنظمي وقتك تنظيمًا دقيقًا، وأن تعلمي أن الله تبارك وتعالى لا يضيع أهله أبدًا، ثقي وتأكدي من ذلك، وكم أتمنى أن تتذكري قصة هذا الرجل الذي قتل مائة نفس، فلما علم الله منه صدق توبة أدخله الله الجنة، والقصة معروفة ومشهورة.
أتمنى - بارك الله فيك – أن تغض الطرف عمَّا مضى وأن تنظري إلى المستقبل، وأن تعلمي أن رحمة الله قريب من المحسنين، وأن الله يحب التوابين ويُحب المتطهرين، وأن تجعلي هذا حافزًا لك بأن تتخطي هذه المسألة كلها، وأن تعلمي أن الله جل جلاله أجل وأعظم من أن يُعاقب عبدًا تاب إليه وندم على ما فعل، ورجع إليه مستغفرًا تائبًا منيبًا مخبتًا.
قضية الزواج - ابنتي الكريمة الفاضلة – هي من الله تبارك وتعالى قسمة، والله تبارك وتعالى قدرها قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، نعم إن المعاصي قد تحول بينه وبين العبد في تحقيق مراده، ولكن العبد إذا تاب إلى الله تبارك وتعالى تاب الله عليه، وبدّل سيئاته حسنات، كما بشرنا القرآن الكريم.
أتمنى أن تنظري نظرة كلها تفاؤل إلى ما أعده الله تبارك وتعالى لك، وأن تعلمي أن الشيطان لا يريد إلا أن يُفسد عليك دنياك وآخرتك، أولاً بأن يجعلك تُسيئين الظن بنفسك، وأنك قد تضطرين أن تخبري الناس عن معصيتك، وهذا أمر لا يجوز شرعًا أبدًا، لا لأبيك ولا لأمك ولا لأي أحد، ما دام الله قد سترك فكيف تفضحين نفسك؟ هذا خلاف للشرع.
كذلك أيضًا قضية الزوج - كما ذكرت لك – أبشري أن الله لم ولن يكلك إلى نفسك أبدًا، وأنت ما زلت في سن صغيرة بالمقارنة لدارستك، فإن معظم الأخوات اللواتي يدرسن الطب لا يتزوجن إلا بعد التخرج أو في أواخر المرحلة الدراسية، حتى ولو انتهت هذه المسألة، فإن قضية الزواج لن تكون أكبر قضية ولن تكون أخطرها، وإنما هي منحة من الله، فعليك أن تتوجهي إلى الله بالدعاء أن يمنَّ عليك بذلك.
كل الذي أرجوه يا بنيتي الكريمة - بارك الله فيك – أن تتوجهي إلى الله بالدعاء أن يغفر الله لك ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يمنَّ عليك بالزوج الصالح، وأن يوفقك في دراستك، وأن تملئي قلبك أملاً وحسن ظن بالله، واعلمي أن الله قال: (أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني) وفي رواية: (فلا يظن عبدي بي إلا خيرًا) فأحسني الظن بالله، واعلمي أن الله كريم، وأن الكريم عادة من البشر لا يقف أمام الزلات الصغيرة، فما بالك بأكرم الأكرمين وأرحم الرحمين جل جلاله؟!
ركزي في مذاكرتك يا بُنيتي، واجتهدي في أن تكون متميزة متفوقة، وكم أتمنى أن تجعلي أمامك هدفًا أن تكوني الأولى على زميلاتك في الصف، واعلمي أن الله تبارك وتعالى لن يكلك أبدًا لا إلى نفسك ولا إلى الشيطان، وواظبي على تلاوة القرآن، وأكثري من الدعاء والاستغفار والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم – وأبشري بفرج من الله قريب.
هذا وبالله التوفيق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الشيخ موافي عزب مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
وتليها إجابة د. أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابنتنا الفاضلة – طبيبة المستقبل – ونشكر لك حسن العرض لهذه المشكلة، وندعوك إلى جعل الأمر بينك وبين الله، فإن الله هو الغفور، هو الرحيم، هو التواب، ما سمى نفسه غفورًا إلا ليغفر لنا، ولا سمّى نفسه رحيمًا إلا ليرحمنا، ولا سمى نفسه توابًا إلا ليتوب علينا، ولو بلغت ذنوب أحدنا عنان السماء ثم استغفر الله الغفور غفر له، وهو القائل في كتابه: {وإني لغفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى} وهو القائل: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات}.
فاجعلي الأمر بينك وبين الله، واطمئني إلى مغفرة الغفور سبحانه وتعالى، واعلمي أن هذا الذنب الذي تتوبين منه يسجل كأنه حسنة من الحسنات عند الله تبارك وتعالى القائل: {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يُبدِّل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا} فالأمر ليس مجرد مغفرة، بل عندما نصدق في توبتنا ورجوعنا يُبدل الله السيئات القديمات بحسنات جديدات، والتوبة من أفضل القربات إلى الله تبارك وتعالى، وهي واجبة في كل حين، فلا يحملك ما حصل معك من انتكاسٍ على الوصول إلى اليأس والقنوط، وهذا ما يريده عدونا الشيطان الذي همه أن يُحزن الذين آمنوا، وليس بضارهم شيئًا إلا بإذن اللهِ.
قيل للحسن البصري: نتوب ثم نذنب، ثم نتوب ثم نذنب، إلى متى؟ قال: (حتى يكون الشيطان هو المخذول) فالحمد لله الذي أعانك على التوبة، وأعانك على الخروج من هذا المأزق، وهو الذي سيعينك غدًا فتوكلي على الله، واستعيني بالله، والجئي إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أن هذا الذنب الذي وقعت فيه وتبت منه يغفره الغفور سبحانه وتعالى.
وينبغي ألا تأخذ المسألة أكبر من حجمها، فإن الله تبارك وتعالى يتفضل على عباده جميعًا، ما جعل الدنيا ثوابًا للطائعين وعقابًا للكافرين، فهو يعطي من كفر، ويعطيهم ويرزقهم سبحانه وتعالى، وهو الذي يقول: {أمَّنْ يُجيب المضطر إذا دعاه} هذا المضطر قد يكون مسلمًا أو غير مسلم، فكيف تقنط مسلمة تقرأ القرآن، وتسجد للرحمن، وتخاف الواحد الديان، كيف تيأس من رحمة الله، وكيف تقنط من رحمة الرحيم سبحانه وتعالى؟!
ولذلك أرجو أن تنتبهي لنفسك، واعلمي أن الخير سيأتيك، فالجئي إلى الله تبارك وتعالى، واطلبي الخير والنجاح والزواج والفلاح من مصدره، ممَّن يملك خزائن السموات والأرض، وأرجو أن تعلمي أن تأخر الزواج، أو تأخر هذه الأمور لا يعني بالضرورة أن الله غاضب منك، ولكن لأن لكل شيء أجل، ولكل أجل كتاب، وسيأتي اليوم الذي يُسعدك فيه الرجل، فحافظي على ما أنت عليه من الوقار والهدوء والبعد عن الرجال، وإذا كلمت الرجال لضرورة فبأدب كما ذكرتِ، وهذه مناقب عالية، واجتهدي في حفظ كتاب الله تبارك وتعالى، واعلمي أن الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب جميعًا – كما قلنا وأشرنا إلى ذلك مرارًا – ولست مطالبة بأن تفضحي نفسك، كل الناس لهم ذنوب، لكن الذنب الذي بيننا وبين الله نتوب منه، ولسنا مطالبين أن نفضح أنفسنا لأي إنسان على وجه هذه الأرض، فالإنسان ينبغي أن يستر على نفسه، والشيطان هو الذي يدفعك لتتكلمي، تفضحي نفسك، وهذا لا يجوز من الناحية الشرعية؛ لأن الإسلام دعوة للستر على النفس، وعلى الآخرين.
فنسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأرجو أن تنصرفي لدراستك، وإذا جاءك الشيطان بهذه الوساوس فعامليه بنقيض قصده، إن هذا العدو يحزن إذا استغفرنا، ويندم إذا تبنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا {إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدوًّا} فكلما ذكرك الشيطان بما حصل عليك أن تجددي التوبة والاستغفار، واذكري الله، وعند ذلك سيهرب هذا العدو مخذولاً كسيرًا حسيرًا؛ لأنه لا يريد لنا أن نُقبل على الله أو نتوب إلى الله تبارك وتعالى.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على النجاح، وأن يأخذ بيدك إلى الفلاح، وأرجو أن تنتبهي لدراستك، فإن النجاح أيضًا مهمّ في طريق هذه الحياة، نسأل الله أن ينفع بك بلاده والعباد، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
والله الموفق.