بِسم اللهِ الرحمَنِ الرَّحيم
الحَمدُ للهِ الذي أوضَح لنَا سَبيلُ الهِدَاية ، وأزَاحَ عَن بصَائِرنَا ظُلمَة الغِوَاية،
والصَّلَاةُ والسَّلَامُ عَلى النَّبِي المُصطَفى والرَّسُولِ المُجتَبى،
المَبعُوث رَحمةً لِلعَالمِين، وقدوَة للسَّالِكين ..
وعَلى آلِه وصَحبِه ومَن تبِعهُم بِإحسَانٍ إلَى يَومِ الدِّين .. أمَّا بَعد
رغمَ زحف الظلمة ، و تفشّي البدعة ، و انتشار الخرافةِ
رغم استطالة البلاء ، و تمدد الجهالة العمياء
رغم عصفِ التيارات الفكرية ، و بلبلة الإعلام الرديء
و انحلال القيم !
ثمة نور أبيض ..!
لا زال يملأ أرواح المتقين الأقوياء_همة و إيمانا ،
و يزيدهم عزماً و يقينا .. !
الصوت الصادق رغم لجلجة الباطل لا يضيع .. !
كل شيء إلى هباء و فناء
كل الطرقات بدون هداية الله عراء !
أما .. الحق .. فهو باقٍ إلى قيام الساعة
و عليه نبني قمة علياء !
عَلى البَيضاء
تَركنا رسُول اللهِ صَلى الله عليهِ وسَلم ..
نَبعٌ مُتدفِقٌ لَا يجِف ..
ونُورٌ وضـآءٌ لَا يخفِت ..
وبَريقٌ يَتلَألَأ لَا يَنطفِئ ..
عَلى البَيضاء
حيثُ تُملَأ أروَاحُنا ضِيـاءً وإيمَـانًا ..
وتُزاح ظُلمَة البِدع وزيفها فَيغدُو دربنَا أمَـانًا ..
على البيضاء !
نغرس فسيلة الهداية في قلوب العالمين
لتخضرّ الجنائن و تزداد رونقا و نضرة ..!
نبع لا يجف ، و عين تضخ النور عذبا..!
رسالة بيضاء جلية كالشمس في صبيحة عرسها
و ابتهاج الكون بِإشراقتها .. !
سفراؤها في كل بقاع العالم
أنتم !
فهبونا قلوبكم البيضاء
ندحر أهل الضلالة
و نقتلع البدع من جذورها !
نمارسُ حياتنا كما كان يفعل رسولنا عليه الصلاة و السلام
و نسقي الأرواح من هدايته شرابا غدقا عذبا .
ندل التائه إلى طريق الحق الأبلج ،
نشق الدرب و رايات السنة ترفرف فوق هاماتنا !
نحيي ما هجره الهاجرون ، و نام عنه النائمون ،
و قصرت عن العمل به أيادي العاطلين !
إذ لا عزة إلا بالإسلام !
و لا هداية إلا بالكتاب و السنة !
و لا ثبات و لا أمان إلا في حمى الله رب العالمين !