لدمعكِ في جوانحنا التهابُ

لدمعكِ في جوانحنـا  التهـابُ

وفوق خدودنا منـه انسكـابُ

وفي قَسَمات وجهك لو   نظرنا

عتابٌ ليس يشبهـه   عتـاب

أملهمتي الأسى نزفت  حروفي

على مرآك واحترق   الكتـاب

وبـت كأننـي ممّـا  أعانـي

تمزقنـي الأسنّـةُ  والحِـراب

ستبكي من بكائكِ كـل  عيـنٍ

إلى الإسلام ينميهـا انتسـاب

برغم تباعـد الداريـن   إنّـا

ليجمعنـا وإيـاك   المصـاب

تجاعيد الزمان روت  فصـولاً

من المأساة ليس لهـنّ  بـاب

تنادين العدالة وهي   سكـرى

يحيد بها عن الحقّ  الشـراب

تناديـن الطغـاة ألا  ســلامٌ

يؤمننـا وعيـش   مستطـاب

سئمنا من وعودكـم   سرابًـا

من الأقـوال يتبعُـه  سـراب

أأرباب العدالـة لا   تجـوروا

فـإن الظلـم آخـره   تبـاب

أعنتم غاصبي الأوطان   جهراً

كأنّ علـى عيونكـم  حجـاب

لأنّا مسلمـون وهـم   يهـودٌ

جرى منكم بنصرهمُ   الخطاب

هبوهم غيبـوا  الأسرارعنكـم

أتخفى الشمسُ فارقها الضباب

ألستم تبصرون بنـيّ  حولـي

بلا مـأوى فدارهـم  خـراب

ألستم تبصرون الناس  قتلـى

على الطرقات يسفيها   التراب

بني الإسلام هل حي يُرجّى   ؟

لنصرتنا فقـد طـال  الغيـاب

أما يشجيكـمُ دمـع  اليتامـى

أمـا يُبكيكـم هـذا  العـذاب

أما فيكـم أسـودٌ   ضاريـاتٌ

إذا نُدبـوا لمعظلـةً   أجابـوا

دعونا الشانئين فلم   يجيبـوا

فمنكم فليكـن هـذا الجـواب

فإنا رغـم غيبتكـم   لنرجـو

إيابَكم كما يُرجـى   السحـاب